Home > Author > مصطفى لطفي المنفلوطي >

" كان لعرب الجاهلية الأولى مؤتمرٌ لغويٌ يعقدونه في كل عامٍ بالحجاز بين نخلة والطائف يجتمع فيه شعراؤهم وخطباؤهم، يتناشدون ويتساجلون ويتحاورون، ويعرضون أنفسهم على قضاةٍ من نوابغهم يوازنون بينهم، ويحكمون لمبرزهم على مقصرهم حكمًا لا يرد ولا يعارض. ولقد شعروا بضرورة عقد هذا المؤتمر عندما أحسوا بتفرق لغتهم بين اليمن والشام، ونجدٍ وتهامة؛ لصعوبة التواصل في تلك البقاع، وبُعد ما بين قاصيها ودانيها؛ فكان مطمح أنظارهم في ذلك المجتمع توحيد لغاتهم، وجمع شتاتها والرجوع بها جميعها إلى لغة قريش التي هي أفصح اللغات وأقربها مأخذًا، وأسهلها مساغًا وأحسنها بيانًا. "

مصطفى لطفي المنفلوطي , النظرات


Image for Quotes

مصطفى لطفي المنفلوطي quote : كان لعرب الجاهلية الأولى مؤتمرٌ لغويٌ يعقدونه في كل عامٍ بالحجاز بين نخلة والطائف يجتمع فيه شعراؤهم وخطباؤهم، يتناشدون ويتساجلون ويتحاورون، ويعرضون أنفسهم على قضاةٍ من نوابغهم يوازنون بينهم، ويحكمون لمبرزهم على مقصرهم حكمًا لا يرد ولا يعارض. ولقد شعروا بضرورة عقد هذا المؤتمر عندما أحسوا بتفرق لغتهم بين اليمن والشام، ونجدٍ وتهامة؛ لصعوبة التواصل في تلك البقاع، وبُعد ما بين قاصيها ودانيها؛ فكان مطمح أنظارهم في ذلك المجتمع توحيد لغاتهم، وجمع شتاتها والرجوع بها جميعها إلى لغة قريش التي هي أفصح اللغات وأقربها مأخذًا، وأسهلها مساغًا وأحسنها بيانًا.