Home > Author > عباس محمود العقاد >

" ونحن قد عولنا على الأناجيل، ولم نجد بين أيدينا مرجعًا أوفى منها لدرس حياة الرسول والإحاطة بأطوار الرسالة وملابساتها، ولكنَّنا نتبع في مراجعتها طريقة غير التي درج عليها مُؤرخو الوقائع والأخبار، فلا نُراجعها من حيث هي وقائع تاريخية، ولا من حيث المقاصد التي أرادها كتابها ورواتها، ولكنَّنا نجمع الوقائع والأخبار، ونسأل عمَّا وراءها من الإبانة عن شخصية الرسول، وفي هذه المراجعة تنفعنا الوقائع المستغربة، كما تنفعنا الوقائع المألوفة، وتهمنا الأغراض المقصودة وغير المقصودة. فهل وراء هذه الأخبار «شخصية متناسقة» مفهومة؟ إنْ كانت هناك علامات على تلك الشخصية المُتناسقة، فحسبنا ذلك من جميع الوقائع والأخبار، وعلينا أنْ نفهم هنا أنَّ النقائض في هذه المراجعة قد تكون من أسباب التصديق، ولا تكون من أسباب الشَّكِّ والإنكار، ثم يتأتَّى لنا أنْ نجعل هذه الشخصية نفسها محكًّا لكلِّ واقعة، ولكل خبر، ولكل كلمة مروية، فما خرج من السواء فهو فضول. "

عباس محمود العقاد , حياة المسيح


Image for Quotes

عباس محمود العقاد quote : ونحن قد عولنا على الأناجيل، ولم نجد بين أيدينا مرجعًا أوفى منها لدرس حياة الرسول والإحاطة بأطوار الرسالة وملابساتها، ولكنَّنا نتبع في مراجعتها طريقة غير التي درج عليها مُؤرخو الوقائع والأخبار، فلا نُراجعها من حيث هي وقائع تاريخية، ولا من حيث المقاصد التي أرادها كتابها ورواتها، ولكنَّنا نجمع الوقائع والأخبار، ونسأل عمَّا وراءها من الإبانة عن شخصية الرسول، وفي هذه المراجعة تنفعنا الوقائع المستغربة، كما تنفعنا الوقائع المألوفة، وتهمنا الأغراض المقصودة وغير المقصودة. فهل وراء هذه الأخبار «شخصية متناسقة» مفهومة؟ إنْ كانت هناك علامات على تلك الشخصية المُتناسقة، فحسبنا ذلك من جميع الوقائع والأخبار، وعلينا أنْ نفهم هنا أنَّ النقائض في هذه المراجعة قد تكون من أسباب التصديق، ولا تكون من أسباب الشَّكِّ والإنكار، ثم يتأتَّى لنا أنْ نجعل هذه الشخصية نفسها محكًّا لكلِّ واقعة، ولكل خبر، ولكل كلمة مروية، فما خرج من السواء فهو فضول.