Home > Author > Sayed Qutb >

" إنهم - في الجیل الأول - لم یكونوا یقرؤون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع، ولا بقصد التشوق والمتاع. لم یكن أحدھم یتلقى القرآن ليستكثر به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة ، ولا لیضیف إللى حصیلته من القضایا العلمیة والفقهیة محصولاً یملأ به جعبته. إنما كان یتلقى القرآن لیتلقى أمر الله في خاصة شأنه
وشأن الجماعة التي یعیش فیها، وشأن الحیاة التي یحیاها هو وجماعته، یتلقى ذلك الأمر لیعمل به فور سماعه، كما یتلقى الجندي في المیدان (( الأمر الیومي )) لا لیعمل به فور تلقیه! ومن ثم لم یكن أحدهم لیستكثر منه في الجلسة الواحدة ، لأنه كان یحس أنه إنما یستكثر من واجبات وتكالیف یجعلها على عاتقه
فكان یكتفي بعشر آیات حتى یحفظها ویعمل بها كما جاء في حدیث ابن مسعود رضي الله عنه
ھذا الشعور . . شعور التلقي للتنفیذ .. كان یفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة لم تكن لتفتح علیهم لو أنهم قصدوا إلیه بشعور البحث والدراسة والاطلاع ، وكان یيسر لهم العمل ، ویخفف عنهم ثقل التكالیف، ویخلط القرآن بذواتهم،ویحوله في نفوسهم وفي حیاتهم إلى منهج واقعي ، وإلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف ، إنّما تتحول آثارًا وأحداثًا تحوِّل خط سیر الحیاة "

Sayed Qutb


Image for Quotes

Sayed Qutb quote : إنهم - في الجیل الأول - لم یكونوا یقرؤون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع، ولا بقصد التشوق والمتاع. لم یكن أحدھم یتلقى القرآن ليستكثر به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة ، ولا لیضیف إللى حصیلته من القضایا العلمیة والفقهیة محصولاً یملأ به جعبته. إنما كان یتلقى القرآن لیتلقى أمر الله في خاصة شأنه<br />وشأن الجماعة التي یعیش فیها، وشأن الحیاة التي یحیاها هو وجماعته، یتلقى ذلك الأمر لیعمل به فور سماعه، كما یتلقى الجندي في المیدان (( الأمر الیومي )) لا لیعمل به فور تلقیه! ومن ثم لم یكن أحدهم لیستكثر منه في الجلسة الواحدة ، لأنه كان یحس أنه إنما یستكثر من واجبات وتكالیف یجعلها على عاتقه<br /> فكان یكتفي بعشر آیات حتى یحفظها ویعمل بها كما جاء في حدیث ابن مسعود رضي الله عنه <br />ھذا الشعور . . شعور التلقي للتنفیذ .. كان یفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة لم تكن لتفتح علیهم لو أنهم قصدوا إلیه بشعور البحث والدراسة والاطلاع ، وكان یيسر لهم العمل ، ویخفف عنهم ثقل التكالیف، ویخلط القرآن بذواتهم،ویحوله في نفوسهم وفي حیاتهم إلى منهج واقعي ، وإلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف ، إنّما تتحول آثارًا وأحداثًا تحوِّل خط سیر الحیاة