" انا استاذ القرية ٠ واننى اكتب لاخبرك بالنبأ المؤسف وهو ان الكسى زوربا ، الذى كان يدير منجم منغنيز هنا قد توفى يوم الاحد الماضى فى الساعة السادسة مساء٠ دعانى فى نزعة الاخير وقال لى : « تعال قربى يا استاذ ٠ لدي صديق فى اليونان ٠ حين أموت اكتب اليه وأخبره بموتى ٠ وباننى ظللت مالكا لقواى العقلية حتى النهاية واننى كنت افكر فيه ٠ وانني مهما كان ما فعلته فانني لست اسفا على شى، ٠ قل له اننى ارجو له الخير وانه قد آن الأوان له ان يضع عقله فى رأسه ٠٠٠ واذا جا، أي قس ليستمع الى اعترافي ويمنحنى الغفران قل لذاك القس انه يستطيع ان يكون فريد زمانه وانه يستطيع ان يمنحنى لعنته ! لقد فعلت هذا الشي، أو ذاك وأشياء اخرى فى حياتى لكننى لم أفعل الا القليل ٠ الناس الذين يشبهوننى يجب ان يعيشوا الف سنة ٠ عمت مساء»
اغمضت عيني واحسست بالدموع تتدحرج بطيثة ودافثة على خدي ٠ «مات ٠ مات ٠٠٠٠ » ورحت اتمتم لنفسي ٠ « راح زوربا ٠ راح الى الابد ٠ ماتت الضحكة ٠ وانقطعت الاغنية ٠ وتحطم السانتير وتوقفت الرقصة على حصى الشاطي، ٠ والفم الذي كان لا يهدأ عن طرح الاسئلة اصبح الان مليئا بالتراب ٠٠ ولن توجد أبدا بعد اليوم يد تلاطف الحجارة والبحر والخبز والنساء ٠٠٠» "
― Nikos Kazantzakis , Report to Greco