Home > Author > Ingmar Bergman >

" عندما لا يكون الفيلم وثائقيًا فإنه حلم.. ولهذا فإن تاركوفسكي هو أعظمهم على الإطلاق. إنه يتحرك بحرية مطلقة في عوالم الأحلام دون ان يقدم شروحات. وماذا عليه أن يشرح أساسًا؟ إنه قادر على إخراج رؤياه بطريقة غير شائعة، لكنها في متناول الجميع. كل حياتي أمضيتها وأنا أدق أبواب الغرف التي كان تاركوفسكس يتحرك داخلها بحرية وطبيعية، وقد استطعت أن أدخل إليها أحيانًا، لكن معظم جهودي الواعية انتهت إلى فشل محرج، كما حدث في أفلام (بيضة الثعبان) و (اللمسة) و (وجهًا لوجه) وغيرها.

كذلك يتحرك فيلليني وكوروساوا وبونويل في العوالم نفسها مثل تاركوفسكي. أما انطونيوني فكان في طريقه إلى ذلك لكنه انتهى وتعقد نتيجة ملله الذاتي. أما ميليس فكان حاضرًا هناك على الدوام، فهو ساحر بمهنته.

الفيلم كالحلم، الفيلم كالموسيقى.. لا يوجد أي نوع من الفنون له قدرة الفيلم على النفاذ إلى ما وراء الإدراك العادي وملامسة العواطف في أعماق الروح. ارتعاش في عصب العين، أثر الصدمة: أربعة وعشرين لقطة مضاءة في الثانية يفصل بين كل واحدة منها خط أسود لا تستطيع العين التقاطه.

عندما أمرر شريط الفيلم لقطة لقطة على طاولة المونتاج ينتابني إحساس السحر الذي كان يراودني في طفولتي، في عتمة خزانة الثياب وأنا أدير ببطء لقطة وراء لقطة، فأرصد كل التغيرات التي تحدث، وما أن أدبر الآلة بسرعة حتى أرى الحركة.

ظلال الأشخاص الصامتين أو المتكلمين تتحرك دون مراوغة تجاه أكثر غرفي سرية، رائحة المعدن الساخن، الصور المرتعشة، خشخشة الصليب المالطي، ويدي التي تمسك بمقبض الباب. "

Ingmar Bergman , The Magic Lantern


Image for Quotes

Ingmar Bergman quote : عندما لا يكون الفيلم وثائقيًا فإنه حلم.. ولهذا فإن تاركوفسكي هو أعظمهم على الإطلاق. إنه يتحرك بحرية مطلقة في عوالم الأحلام دون ان يقدم شروحات. وماذا عليه أن يشرح أساسًا؟ إنه قادر على إخراج رؤياه بطريقة غير شائعة، لكنها في متناول الجميع. كل حياتي أمضيتها وأنا أدق أبواب الغرف التي كان تاركوفسكس يتحرك داخلها بحرية وطبيعية، وقد استطعت أن أدخل إليها أحيانًا، لكن معظم جهودي الواعية انتهت إلى فشل محرج، كما حدث في أفلام (بيضة الثعبان) و (اللمسة) و (وجهًا لوجه) وغيرها.<br /><br />كذلك يتحرك فيلليني وكوروساوا وبونويل في العوالم نفسها مثل تاركوفسكي. أما انطونيوني فكان في طريقه إلى ذلك لكنه انتهى وتعقد نتيجة ملله الذاتي. أما ميليس فكان حاضرًا هناك على الدوام، فهو ساحر بمهنته.<br /><br />الفيلم كالحلم، الفيلم كالموسيقى.. لا يوجد أي نوع من الفنون له قدرة الفيلم على النفاذ إلى ما وراء الإدراك العادي وملامسة العواطف في أعماق الروح. ارتعاش في عصب العين، أثر الصدمة: أربعة وعشرين لقطة مضاءة في الثانية يفصل بين كل واحدة منها خط أسود لا تستطيع العين التقاطه.<br /><br />عندما أمرر شريط الفيلم لقطة لقطة على طاولة المونتاج ينتابني إحساس السحر الذي كان يراودني في طفولتي، في عتمة خزانة الثياب وأنا أدير ببطء لقطة وراء لقطة، فأرصد كل التغيرات التي تحدث، وما أن أدبر الآلة بسرعة حتى أرى الحركة.<br /><br />ظلال الأشخاص الصامتين أو المتكلمين تتحرك دون مراوغة تجاه أكثر غرفي سرية، رائحة المعدن الساخن، الصور المرتعشة، خشخشة الصليب المالطي، ويدي التي تمسك بمقبض الباب.