" كان احيانا، وهو في عليته، في الليل، يتوقف عن القراءة ويتطلع لأركان غرفته المظلمة حيث يتراقص لهب المصباح في الظلام. إن حدّق طويلا بتركيز، تتجمع الظلمة في كتلة ضوء تتخذ الشكل اللامادي لما كان يقرأه، ويشعر بأنه خرج عن الزمن. يتجمع الماضي ويخرج من الظلام حيث ظل قابعاً، ويعود الموتى إلى الحياة يقفون أمامه، ويسير الماضي والموتى في الحاضر بين الأحياء، وفي لحظة زاخرة تأتيه رؤية كثيفة فيندمج فيها دون أن يستطيع الخروج منها، ودون أن يرغب في الخروج منها. "