Home > Author > Kahlil Gibran >

" إن الجمال في وجه سلمى لم يكن منطبقًا على المقاييس التي وضعها البشر للجمال، بل كان غريبًا كالحلم أو كالرؤيا أو كفكر علوي لا يقاس ولا يحد ولا يُنْسَخ بريشة المصور، ولا يتجسم برخام الحفار. جمال سلمى لم يكن في شَعْرها الذهبي، بل في هالة الطُّهر المحيطة به، ولم يكن في عينيها الكبيرتين، بل في النور المنبعث منهما، ولا في شفتيها الورديتين، بل في الحلاوة السائلة عليهما، ولا في عنقها العاجي، بل في كيفية انحنائه قليلًا إلى الأمام، جمال سلمى لم يكن في كمال جسدها، بل في نبالة روحها الشبيهة بشعلة بيضاء متقدة سابحة بين الأرض واللانهاية. جمال سلمى كان نوعًا من ذلك النبوغ الشعري الذي نشاهد أشباحه في القصائد السامية والرسوم والأنغام الخالدة. وأصحاب النبوغ تعساء، مهما تسامت أرواحهم تظلُّ مكتنفة بغلاف من الدموع. "

Kahlil Gibran , The Broken Wings


Image for Quotes

Kahlil Gibran quote : إن الجمال في وجه سلمى لم يكن منطبقًا على المقاييس التي وضعها البشر للجمال، بل كان غريبًا كالحلم أو كالرؤيا أو كفكر علوي لا يقاس ولا يحد ولا يُنْسَخ بريشة المصور، ولا يتجسم برخام الحفار. جمال سلمى لم يكن في شَعْرها الذهبي، بل في هالة الطُّهر المحيطة به، ولم يكن في عينيها الكبيرتين، بل في النور المنبعث منهما، ولا في شفتيها الورديتين، بل في الحلاوة السائلة عليهما، ولا في عنقها العاجي، بل في كيفية انحنائه قليلًا إلى الأمام، جمال سلمى لم يكن في كمال جسدها، بل في نبالة روحها الشبيهة بشعلة بيضاء متقدة سابحة بين الأرض واللانهاية. جمال سلمى كان نوعًا من ذلك النبوغ الشعري الذي نشاهد أشباحه في القصائد السامية والرسوم والأنغام الخالدة. وأصحاب النبوغ تعساء، مهما تسامت أرواحهم تظلُّ مكتنفة بغلاف من الدموع.