Home > Author > Fyodor Dostoevsky >

" كان يعذبه أن يتصور أنه غريب عن هذا كله. ما هذه الوليمة، ما هذه الحفلة التي لا نهاية لها، والتي كان يحس أنه منجذب إليها منذ الأزل، منذ طفولته، دون أن يستطيع المشاركة فيها قط. الشمس تطلع مشرقة في كل صباح. وفي كل صباح يرتسم قوس قزح فوق الشلال. حتى إذا غابت الشمس، التهبت بنار كالأرجوان، في كل مساء، عند الأفق، الذروة المغطاة بالثلج من أعلى جبل حول هذه الأراضي. إن كل “ذبابة صغيرة تدندن حوله في شعاع محرق من شمس، فتشارك في جوقة الطبيعة هذه: إنها تعرف مكانها، وتحبه، وهي سعيدة به”. كل عشبة تنمو وتسعد! لكل كائن طريقه الذي يعرفه. يصل ويرحل مغنيًا! أما هو، فهو الوحيد الذي لا يعرف شيئًا، ولا يفهم شيئًا، لا البشر، ولا أصوات الطبيعة، لأنه غريب أجنبي في كل مكان، ولأنه في مكان دخيل منبوذ. صحيح أنه كان في ذلك الحين لا يستطيع أن يعبر عن شعوره بهذه الألفاظ، ولا أن يصوغ سؤاله بهذه العبارات. كان ألمه أصمّ أبكم. "

Fyodor Dostoevsky , The Idiot


Image for Quotes

Fyodor Dostoevsky quote : كان يعذبه أن يتصور أنه غريب عن هذا كله. ما هذه الوليمة، ما هذه الحفلة التي لا نهاية لها، والتي كان يحس أنه منجذب إليها منذ الأزل، منذ طفولته، دون أن يستطيع المشاركة فيها قط. الشمس تطلع مشرقة في كل صباح. وفي كل صباح يرتسم قوس قزح فوق الشلال. حتى إذا غابت الشمس، التهبت بنار كالأرجوان، في كل مساء، عند الأفق، الذروة المغطاة بالثلج من أعلى جبل حول هذه الأراضي. إن كل “ذبابة صغيرة تدندن حوله في شعاع محرق من شمس، فتشارك في جوقة الطبيعة هذه: إنها تعرف مكانها، وتحبه، وهي سعيدة به”. كل عشبة تنمو وتسعد! لكل كائن طريقه الذي يعرفه. يصل ويرحل مغنيًا! أما هو، فهو الوحيد الذي لا يعرف شيئًا، ولا يفهم شيئًا، لا البشر، ولا أصوات الطبيعة، لأنه غريب أجنبي في كل مكان، ولأنه في مكان دخيل منبوذ. صحيح أنه كان في ذلك الحين لا يستطيع أن يعبر عن شعوره بهذه الألفاظ، ولا أن يصوغ سؤاله بهذه العبارات. كان ألمه أصمّ أبكم.