QUOTE : وقد أدرك عمر - رضي الله عنه - مقاصد الإسلام من هذه الدعوة، فبادر<br />بإعلان تحرير كل العرب الأرقاء منذ الجاهلية، فكانت أول حركة تحرير للرق عرفها<br />العالم، ودفع عمر تعويضا لكل من كان لديه رقيق من العرب وألزمهم بتحريرهم(<br />!<br />،(<br />فأصبح العرب قاطبة أحرارا بعد أن كان فيهم أرقاء منذ العصر الجاهلي بسبب<br />الحروب فيما بينهم والسبي، فجاء الإسلام بتحريرهم.<br />وذا يكون العرب المسلمون هم أول أمة تتخلص من الرق فيما بينها، إلا أن<br />الدولة الإسلامية لم تعمم هذه السياسة بشكل إلزامي لغير العرب؛ لكون الأمم<br />الأخرى في حالة الحرب تسترق من تأسره من العرب، فكان الحال يقتضي المعاملة<br />بالمثل، ولهذا إذا تعاهد المسلمون مع أمة على أنه لا استرقاق وجب الالتزام بذلك،<br />وحرم استرقاق أحد منهم، ولهذا قال ابن القاسم عن مالك: (إذا كان العهد بيننا<br />وبينهم وهم في بلادهم على ألا نقاتلهم ولا نسبيهم، أعطونا على ذلك شيئا أو لم<br />يعطونا) ففي هذه الحالة (لا يجوز لنا أن نشتري منهم [رقيقا]) وكذا لو استرق هؤلاء<br />الرقيق جيش محارب آخر غير من عاهدناهم، فإنه يحرم شراء هؤلاء الرقيق إذا كان<br />بيننا وبينهم عهد على أنه لا استرقاق